التخطي إلى المحتوى

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

يستعد أنصار جماعة الإخوان المسلمين للتواجد فى السياسة الأوروبية بشكل مختلف، حيث عادت شخصيات تنتمى للجماعة للظهور مجددا فى حملة انتخابات البرلمان الأوروبى والمقرر إقامتها يونيو المقبل، باستخدام شعارات تغازل المسلمين فى الدول الأوروبية، وهو الأمر الذى يثير علامات استفهام داخل القارة العجوز.

وانتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات لسيدات تتحدثن عن ضرورة التصويت لهن من أجل جعل القارة الأوروبية تقبل بالحجاب ومنه أى تمييز ضده، ومواجهة الأفكار العلمانية التى لا توافق المسلمين،  وغيرها من الشعارات التى تغازل عواطفهم واستمالة أصواتهم، ومحاولة تنظيم الصفوف لخوض معركة شرسة خلال الأسابيع المقبلة.

السيدات المرشحات ينتمين إلى منتدى الشباب الإسلامى والحركات الطلابية الأوروبية، “فيميسو”  وهى التى كانت تحت أنظار مكتب حماية الدستور ” جهاز الاستخبارات الداخلية” فى ألمانيا لسنوات، لأنها قريبة من جماعة الإخوان المسلمين، ولها أفكار متطرفة سوف تعمل على نشرها، وتزيد من مشاعر الكراهية ومعاداة السامية.

تأتى هذه الإشكالية فى وقت تتزايد فيه الاحتجاجات فى الشوارع الألمانية ضد ما يحدث فى غزة، بينما تغير الحكومة الألمانية من مواقفة بشأن الدعم الكامل إلى إسرائيل، فى ظل دعاوى قضائية قدمتها دول مختلفة ضد ألمانيا، وخاصة نيكاراجوا، وهو الأمر الذى أحرج الحكومة الألمانية، ولم يكن فى الحسبان مثل هذه المواقف الغاضبة، وزاد منها تواجد عدد كبير من السوريين والفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة فى ألمانيا، ومنهم من حصل على الجنسية الألمانية وأصبح يشكل عبئا على سياساتها التقليدية فى تقديم كل أشكال الدعم الكامل إلى تل أبيب.

الآن المعادلة تغيرت، وساعد على ذلك غياب وضوح مواقف حزب الخضر، حيث تارة يميل الى المواقف اليسارية وفتح البلاد أمام الهجرة، واستضافة شخصيات محسوبة على الإرهاب والتطرف من سوريا وأفغانستان، فى محاولة للمزايدة على الاتحاد المسيحى الديمقراطى الذى أصبح يتخذ مواقف عكس ما كانت تقوم به المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من قبل، إلى جانب مزايدة الحزب الاشتراكى الديمقراطى أيضا على مواقف الاتحاد ومحاولة فتح الباب أمام المهاجرين والأجانب لدخول البلاد بشكل مشروع مع منحهم تأشيرات سهلة وبطاقات الإقامة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تراجعت فيه شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، ممثل اليمين المتطرف فى البرلمان الألماني، وبعد نشر التقارير حول الاجتماع السري المزعوم للطرد الجماعى للأجانب والمهاجرين، وانتشار المظاهرات الرافضة للحزب، جاءت عملية القبض على بعض أعضاء الحزب فى الاشتباه بقيامهم بالتجسس لصالح روسيا والصين، وهو ما جعل الأحزاب السياسية ترى أن الحزب لم يعد يعمل من أجل ألمانيا وإنما من أجل دول اخري، ولذلك تراجعت شعبيته لما أقل من ٢٠٪ بعد أن وصل فى بعض الولايات إلى أكثر من٣٥٪.

يبدو أننا على موعد مع صيف ساخن جدا فى كل الدول الأوروبية وليس ألمانيا فقط، وستكون الانتخابات البرلمانية الأوروبية أرضا خصبة للجماعات المتطرفة ويدعمها منتصرون لتركيا وجماعة الإخوان المسلمين، وتتحول غزة إلى حصان طروادة يدخل منه المتطرفين الى البرلمان الأوروبي، ومن ثم زيادة الخلافات بين الأوروبيين والمهاجرين مرة آخري!

مصدر الخبر

التعليقات