وفي حين تعد اللغة الصينية من أصعب اللغات العالمية، وتتكون من 48 ألف رمز، فإن تعلمها لم يستعصى على أبناء المملكة الذين اتجهوا لاكتساب تلك اللغة المهمة، مع توجه المملكة لزيادة انتشار تعملها بين أبناء الوطن، لما يتبع ذلك من منافع على كافة المستويات.
الصينية في المملكة
في فبراير 2019 وفي سعي المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بينهما، وتعميق الشراكة الاستراتيجية على كافة المستويات والأصعدة، فقد تم الاتفاق خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للصين، على البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية.
ومثل إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية خطوة مهمة باتجاه فتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة بالمملكة، باعتبار أن تعلم اللغة الصينية يُعد جسرًا بين الشعبين سيسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية.
وتعتبر الصين هي الشريك الاقتصادي الأكبر للسعودية، فضلًا عن أنها ثاني أكبر اقتصادات العالم، وسيمنح التحدث باللغة الصينية المواطن السعودي أولوية كبرى تمكنه من الاستفادة من الاقتصاد الصيني على مستوى التجارة والسياحة، كما أن المملكة تسعى للاستفادة مستقبلًا من هذه الاستراتيجية في المجال السياحي من خلال استهداف 20 مليون سائح صيني.
تعليم اللغة الصينية
وقد بدأت وزارة التعليم في 2020، تدريس اللغة الصينية في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية للمقررات، 4 منها في الرياض، و2 في جدة، و2 بالمنطقة الشرقية، كمادة اختيارية للتسجيل، وتمثّل المرحلة الأولى من خطة الوزارة لتدريس اللغة الصينية على نطاق أوسع يشمل الطالبات.
وارتفع عدد المدارس الثانوية التي تعلّم اللغة الصينية في ديسمبر 2021، إلى أكثر من 700 مدرسة في المجموع.
وعلى المستوى الجامعي، وقّع رئيس جامعة الملك سعود اتفاقًا مع معهد كونفوشيوس في عام 2019 لإنشاء قسم لتعليم اللغة الصينية.
وقد استحدثت العديد من الجامعات السعودية قسمًا للغة الصينية في كلياتها، تدرس إلى جانب اللغات الأخرى.
وفي ديسمبر 2022 وقعت مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية بين وزارتي التعليم في المملكة وجمهورية الصين الشعبية، تضمنت توفير المقررات التعليمية وما يتعلق بها من مواد تعليمية سمعية وبصرية، وتوفير معلمين صينيين – بحسب الحاجة – لتعليم اللغة الصينية في مدارس التعليم العام.
إضافة إلى تهيئة معلمين سعوديين وتنمية قدراتهم وتدريبهم على تعلم اللغة الصينية وتعليمها وتعريف بثقافتها وفق خطط يتم التوافق عليها، وتوطين الاختبار القياسي للغة الصينية في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة.
إلى جانب توفير فرص دراسية للطلبة السعوديين الراغبين في استكمال تعلم اللغة الصينية بعد مرحلة التعليم العام في مؤسسات التعليم العالي الصينية.
وفي 23 يناير 2023، صوت مجلس الشورى بالموافقة على مشروع مذكرة تعاون بين وزارة التعليم في المملكة ووزارة التعليم في الصين لتعليم اللغة الصينية.
وفي مارس 2023، وافق مجلس الوزراء على مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية بين وزارة التعليم في ونظيرتها في الصين.
ابتعاث للصين
وكانت وزارة التعليم قد أعلنت في نوفمبر 2023، عن فتح باب التقديم للابتعاث من أجل دراسة اللغة الصينية للمعلمين والمعلمات، وعممت لجميع القطاعات بجهاز الوزارة وإدارات التعليم في المناطق والمحافظات خطة برنامج ابتعاث شاغلي الوظائف التعليمية من حملة درجة البكالوريوس، للحصول على درجة الدبلوم العالي أو الماجستير في تدريس اللغة الصينية.
وأعدت إدارات التعليم خططها، لتطبيق برنامج اللغة الصينية الإثرائي لطلبة الصف الثاني الثانوي، ضمن حصص الإتقان لمدة فصل دراسي يكرر خلال الفصول الدراسية للعام.
وأكدت على كافة المدارس اعتماد تطبيق البرنامج في جميع المدارس الثانوية بواقع حصتين أسبوعياً، على أن تدرج في الجدول الدراسي لتكون الحصة الرابعة من يومي الأحد والإثنين وإسنادها للمعلمين الميسرين.
وقد انطلقت في 20 سبتمبر 2023، أولى حصص برنامج اللغة الصينية الإثرائي لطلبة الصف الثاني الثانوي، في الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير، وإدارات التعليم في محافظات سراة عبيدة وبيشة والنماص ورجال ألمع ومحايل عسير وظهران الجنوب، عبر البث المباشر، وبالشراكة مع مواهب التربية للتعليم والتدريب – مدارس أبها الأهلية “بنين وبنات”.
وفي فبراير 2024، سجلت جامعة جدة، كأول جامعة معتمد اللغة الصينية في موقعها الإلكتروني، بالإضافة للغة العربية والإنجليزية، لإقامة جسور تواصل ثقافي بين المجتمعات العالمية.
التعليقات